هل الإنسان حر فعلًا؟ وهل الفلوس معناها غِنى؟
لازم نفهم حاجة من الأول: الحرية والغِنى مش مفاهيم بشرية خالصة، دي صفات إلهية في أصلها، والإنسان عمره ما كان ولا هيكون حر أو غني بمعناهم الكامل.
إحنا بس بنحب نستخدم الكلمات دي علشان نحس إننا مسيطرين.
أولًا: الحرية… مش زي ما فاكرين
الحرية في الوعي الشعبي معناها إنك تعمل اللي انت عايزه وقت ما تحب، بس الحقيقة أبسط وأقسى في نفس الوقت؛ اللي انت عايزه نفسه مش حر.
رغباتك متشكلة من خوف، نقص، احتياج، تربية، مجتمع، وزمن ما اخترتهوش، يعني اختياراتك بتطلع من إطار جاهز مش من فراغ.
حتى تمردك، في أغلب الأحيان، بيكون رد فعل مش قرار.
علشان كده، النفس نفسها قيد، وطول ما الإنسان تابع لرغباته ومخاوفه، يبقى بيتنقل من سجن لسجن، مش بيخرج برّه السجن.
الحرية الحقيقية، لو صح التعبير، هي التحرر من القيود الداخلية قبل الخارجية، وده شيء الإنسان يقدر يقرب منه، لكن عمره ما يوصل له كامل.
ثانيًا: الغِنى… مش مسألة فلوس
الغِنى في المخيلة العامة يعني فلوس أكتر، لكن الفلوس بتجيب رفاهية مش غِنى.
الغِنى الحقيقي هو الاستغناء: إنك ما تبقاش متعلق، ما تخافش من الفقد، وما تبقاش محتاج دايمًا تزود.
وده وضع مش بشري خالص، الإنسان كائن محتاج بطبعه، وحتى وهو في قمة الوفرة جواه خوف إن كل ده يضيع.
علشان كده، الفلوس بتشتري راحة، بس ما بتشتريش طمأنينة.
ليه الوهم ده مكمل معانا؟
لأن الإنسان ضعيف، وبيحتاج إحساس بالسيطرة علشان يعرف يعيش.
فكرة إنك حر وغني بتديك أمان مؤقت، بتخفف خوفك من المستقبل، وبتدي معنى للاستمرار، لكن أول صدمة حقيقية—مرض، خسارة، فشل، أو موت—الوهم بيقع، والحقيقة بتبان.
تعليقات
إرسال تعليق